قال الدكتور جمال نزال المستشار الإعلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية " أن مجموعات فلسطينيه تعمل لحساب قوى خارجية سترى نفسها معنية باستدراج إسرائيل لتصعيد الموقف في غزة من جديد عشية القمة العربية في دمشق لتحقيق غاية سياسية أساسها جعل الموضوع الفلسطيني يحل محل بحث البند اللبناني في القمة العربية".
ويذكر أن وزير الخارجية السوري أبدى ممانعة بلاده التي تستضيف القمة في بحث مسألة استحقاق الرئاسة في لبنان ودور سوريا فيه عندما قال بأن هناك قضايا أهم من لبنان.
واعتبر مراقبون أن مبادرة حماس لإطلاق الصواريخ بعد فترة من الهدوء يهدف لدفع إسرائيل لذبح عدد مرتفع من الفلسطينيين بما يجعل الموضوع الفلسطيني أكثر سخونة ويدفع بالتالي لتهميش الموضوع اللبناني.
واعتبر المحلل عبد الرحمن الراشد أن استجابة حماس لتلميح وزير الخارجية السوري كانت شبه أوتوماتيكية ومفضوحة الدوافع وتصب في اتجاه تصريح وليد المعلم حول تهميش لبنان. وقال الراشد إنه بعد تصريح وزير الخارجية السوري قد "انفتحت شهية حركة حماس التابعة قياديا لدمشق(بشكل مفاجئ) ، فبدأت إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وبالتالي خلقت المناخ المناسب لتصريح الوزير المعلم مع الرد الإسرائيلي المدمر ضد غزة".
وقال القيادي في حركة فتح د. جمال نزال أن لفلسطين مصلحة كبرى في أن يبحث الشأن الفلسطيني مع القيادة الفلسطينية في القمة العربية ولكن لا مصلحة لأحد في استخدام دماء الفلسطينيين "كعملة رخيصة في بورصة المصالح الإقليمية".
وقال إن المتابع لسلوك حماس وبعض المجموعات التي تعمل معها تحت مظلة غير عربية يلاحظ أن إطلاق الصواريخ يأتي عادة مرتبطا بأحداث خارج فلسطين كمواعيد بحث الملف النووي الإيراني أو القمة العربية أو تحركات السلام بما يضمن تحديد الأجندة السياسية ويحرف منظمة التحرير عن درب تحقيق شيء ما للشعب الفلسطيني.
وقال أن وتيرة إطلاق الصواريخ أو وقفها يتم بناء على تعليمات من الخارج تأتي على شاكلة "أضربوا الكم صاروخين ثلاثة لإشعال الموقف عندكم ريثما نتدبر أمرنا هنا وبعدين بنشوف".
وقال أن حماس تحديدا والفصائل البالونيه الخارجة عن صف منظمة التحرير تعيش أزمة جدية كلما حولت الدول الإسلامية أو الأجنبية ما وعدت به من مساعدا أجنبية بعد مؤتمر باريس. وأكد أن نواب حماس يتلقون معاشاتهم حتى الساعة من حكومة فياض ويسعون رغم ذلك إلى تدميرها.
وأشار إلى أن فتح تسجل بارتياح أن الدرب الذي شقه الرئيس أبو مازن بعد أنابوليس قد بدأ يؤتي أكله ويوفر أسباب المعيشة والعلاج لملايين الفلسطينيين. وحذر نزال من أن شهية بعض القوى لتخريب مسيرة إعادة البناء وتوفير مقومات الصمود ستزداد كلما حقق الرئيس أبو مازن المزيد من التقدم على صعيد إعادة بناء جسور كانت هدمتها حماس مع دول العالم التي توقفت عن مساعدة شعبنا بعد فوز حماس في الإنتخابت قبل أكثر من سنتين.
وعلى صعيد آخر قال نزال أنه بحلول العاشر من نيسان القادم ستكون السلطة الفلسطينية قد تلقت أكثر من نصف مليار دولار من الوعود المالية التي قطعتها دول العالم في مؤتمر باريس مما يشكل تحولا بالغ الأهمية على صعيد توفير مقومات الصمود بعد أكثر من عام ونصف من الأزمة الخانقة التي عشناها بعد تسبب حماس بقطع الأرزاق ووقف المقاومة من شدة الفقر.
وختم نزال بالقول أن أمام حماس فرصة للعودة إلى المربع الفلسطيني إذا طبقت ما تنص عليه المبادرة اليمنية دون فلسفة أو فذلكات على طريقة "قالوا ما لونها".
الخميس مارس 27, 2008 3:37 pm