تجاهل الرئيس السوري بشار الأسد – رئيس القمة العربية العشرين في دمشق- للمرة الثانية الحديث عن ضبط حركة حماس الخارجة عن القانون والتي تتبع قياديا للنظام السوري ومطالبتها بالتراجع عن انقلابها الدموي في قطاع غزة والتغاضي عن التأكيد والتبني للمبادرة اليمنية للمصالحة الفلسطينية".
وتعمد الأسد في كلمة اختتم فيها أعمال القمة العربية إلى التلويح بالمطالبة بتعديل المبادرة اليمنية –وهو مطلب حمساوي الأمر الذي يدل على التبعية المباشرة لهذه الحركة للنظام البعثي في دمشق - واستيضاح بعض الأشياء فيها حتى تكون قابلة للتنفيذ زاعما بأنه سيتعاون مع الإخوة في اليمن بهذا الجانب".
وقال الأسد" أن هناك بعض الأشياء والاستيضاحات التي يجب أن تضاف عليها المبادرة اليمنية حتى تكون قابلة للتنفيذ وسنتعاون مع اليمن في هذا الجانب".
وترفض حركة حماس القبول بالمبادرة اليمنية للمصالحة والتي تتكون من سبعة بنود تطالب أولها بالتراجع عن الانقلاب في غزة وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة للخروج من المأزق الذي يعيشه الشعب الفلسطيني " وفي المقابل كان الرئيس محمود عباس أكد في خطابه أمس أمام القمة على ضرورة دعم المبادرة اليمنية والشروع بتنفيذها فورا لإعادة اللحمة وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي".
أما البيان الختام للقمة والذي أطلق عليه " إعلان دمشق " وتلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فقد عبر عن تقديره للجهود اليمنية والمبادرة اليمنية للمصالحة مؤكدا على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى استمرار الجهود العربية والتنسيق مع الأمين العام لتحقيق هذا الهدف".
وأكد موسى على مواصلة الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته وعودة اللاجئين والإفراج عن السجناء والتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني محذرا إسرائيل من استمرار عدوانها وخاصة على قطاع غزة واعتبار هذه الجرائم بمثابة جرائم حرب تستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة لها ".
وطالب موسى إسرائيل بوقف عدوانها ضد المدنيين ودعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته تجاه هذا الوضع وفك الحصار وفتح المعابر لتسهيل حياة الفلسطينيين".
وأكد موسى " على إحلال السلام الشامل والعادل بالشرق الأوسط المسند لقرارات الشرعية الدولية والتأكيد على أن استمرار طرح مبادرة العربية مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها والقيام بإجراء تقييم ومراجعة للإستراتيجية العربية وخطة التحرك تجاه مسار تحريك عملية السلام تمهيدا لإقرار خطط العرب في المرحلة المقبلة ".
وقال موسى أنه كان هناك وجهة نظر بعدم التطرق للموضوع اللبناني فيما قال وزير الخارجية السوري المعلم أننا فضلنا عدم التطرق للموضوع للبناني في غياب لبنان " وذلك بالرغم من أن كافة الملوك وعدد من الرؤساء تغيبوا عن القمة بسبب الموقف السوري المتعنت في تسهيل انتخاب رئيس للبنان.
وفي ختام تلاوة البيان الختامي أبدى نائب الرئيس العراقي تحفظا على إعلان دمشق فيما يخص العراق معبرا عن تذمره لعدم إدانة البيان للعمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في العراق".
ومن المقرر أن تستضيف دولة قطر القمة العربية الحادية والعشرين في الدوحة العام المقبل.
وكان عدد من رؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة قد غادر قبل اختتام أعمال القمة ومنهم رئيس الوفد المغربي والرئيس الجزائري ".
الأحد مارس 30, 2008 6:17 pm